تجربتي مع الغدة الدرقية والحمل

 تزداد نسبة هرمون الاستروجين و hCG عند المرأة الحامل، وهذا بدوره يحفز إفراز هرمونات الغدة الدرقية، ويزداد حجم الغدة الدرقية بنسبة 10% خلال فترة الحمل، ولكن هذا لا يلاحظ بشكل عام، لذا فهو طبيعي بالنسبة للمرأة، إصابة الحامل بارتفاع هرمونات الغدة الدرقية، وتعتبر هرمونات الغدة الدرقية مهمة جداً لتطور الدماغ والجهاز العصبي للجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بحيث يعتمد الطفل بشكل كامل على هرمونات الغدة الدرقية من الأم في هذه المرحلة، وتبدأ الغدة الدرقية للجنين في النمو، تشكل خلال الثلث الثاني من الحمل للبدء بالاعتماد عليه تدريجياً، وقد أجرينا استطلاعاً لمعرفة تجارب النساء المصابات بنشاط الغدة أثناء الحمل، تابع معنا.

التجربة الأولى: تجربتي مع قصور الغدة الدرقية والحمل

سيدة في الثلاثينيات من عمرها تروي تجربتها مع الغدة الدرقية والحمل  وتقول:

“كانت تلك الفترة من أصعب وأسوأ الفترات في حياتي، لأن الكثير من الناس حولي كانوا يسألون عن الحمل حتى بدأ هذا الأمر يؤثر على حالتي النفسية بشكل سيء، ومع مرور الوقت أصبحت أكره الخروج أو التعامل مع أي شخص حتى لا أكون في موقف محرج مع الآخرين، مرت سنوات دون أي تغيير ولكني كنت متفائلاً، إذ لا يزال هناك الكثير من الأمل في أعماق قلبي فيما يتعلق بالإنجاب، ولذلك قررت أنا وزوجي الذهاب إلى الأطباء لعلاج أي مشاكل صحية التي تفاجأت حينها أنها بسبب خمول الغدة الدرقية، وبالفعل مع العلاج المنتظم بعد 5 أشهر لاحظت أن الدورة الشهرية تأخرت 7 أيام، في تلك اللحظة أدركت أن العمل واليقين بالله هو الأمل، وأنني كنت حاملاً بالفعل في ذلك الوقت”.

التجربة الثانية: الغدة الدرقية والحمل بعد العلاج

تقول امرأة “صديقة أعرفها كانت لديها غدة درقية خاملة، وقال لها الطبيب إنها لن تحمل مع العلم أن لديها بنت، لكنها آمنت بالله و خضعت للعلاج الخاص بالغدة الدرقية الذي منعها من الحمل بعد ولادتها الأولى، وحملت بمشيئة الله في وقت قصير من العلاج، أنجبت ولداً بعد سنة من الولادة الأولى، أي أن مشكلتي الأساسية كانت في مشاكل الغدة الدرقية ولم كنت اعلم بذلك”.

التجربة الثالثة: تأخر في الحمل بسبب خمول الغدة الدرقية

بعد أن شعرت بأعراض خمول الجسم وتساقط في الشعر والسمنه الغير مبررة، مع تأخري في الحمل للمرة الثانية بدون أن أتناول أي وسائل منع حمل، ذهبت إلى طبيب أتسائل عن سبب هذه المشكلة و عن أسباب كل هذه الأعراض الغريبة، فقال انني اعاني من خمول الغدة الدرقية و هو السبب الرئيسي في عدم حملي حتى الآن على الرغم من إنجابي لابنتي في المرة الأولى منذ ثلاثة سنوات، وقد قدم لي علاج مستورد وفعال و كنت قد التزمت به وتناولت الجرعات المحددة لي بشكل منتظم، و شعرت بتحسن في صحتي و في انتظار الآن ان احمل للمرة الثانية بعد إكمال هذا الكورس العلاجي”.

التجربة الرابعة: الغدة الدرقية وتأثيرها على الجنين

تقول امرأة عانت في حملها مع خمول الغدة الدرقية:

“أنا امرأة في الثلاثين من عمري وقد رزقني الله بأول حمل لي، لكن اكتشفت بـ وجود مشاكل في الغدة الدرقية عندما ظهرت عندي بعض الأعراض التي شخصها الطبيب المتابع لحملي بأنها ليست أعراض الحمل الطبيعية، و قمت بعمل تحليلات للغدة و هرمون ال TSH  حتى تبين إصابتي بهذا الداء مما جعل فترة حملي متعبة للغاية، أشعر بالخمول والكسل طوال الوقت حتى أن جميع الأطباء لم يكونوا متفائلين باستمرار الحمل، وأنصح جميع النساء الحوامل بالقيام بمتابعة حملهم في هذه الحالة، حيث من المهم جدًا اكتشاف أي مشكلة اثناء الحمل في وقت مبكر، لعلاجها والتأكد من سلامة الجنين، وفي حالتي كانت نتيجة تحليل TSH عالية جدًا، وكان من المستحيل الحمل أو الاستمرار فيه.

تم تحويلي إلى طبيب مختص لمتابعة الحالة، فأعطاني العلاج وهو هرمون الثيروكسين، والحمد لله استجاب جسمي في فترة قياسية وخلال اسبوعين عاد الهرمون للقيمة المطلوبة بمساعدة الدواء ومازلت أتناوله هرمون الثيروكسين حتى الآن، تماسك طفلي العنيد جيدًا واستمر في النمو بداخلي أسبوعًا بعد أسبوع، لكن التحديات استمرت في الظهور، وبعد فترة تعرضت لبعض المضاعفات في المشيمة، ومرة أخرى شك الأطباء في استمرار الحمل، لكن طفلي تحمل مرة أخرى بفضل وبقوة أكبر.

مرت الأيام والشهور وأكملت الشهر التاسع، ولا تزال طفلتي تتمتع بالسلام في بطني، ولا أستطيع الانتظار؛ أن أرى الطفل العنيد الذي غيرني وألهمني وتمسك بوجوده معي قبل أن يعرفني، يمكنني القول إن تجربتي في الغدة الدرقية والحمل هي من أصعب تجارب حياتي، والأصعب من ذلك هي التفاصيل النفسية القوية التي مررت بها في هذه التجربة.

التجربة الخامسة: تجربتي مع قصور الغدة الدرقية والحمل

تقول واحدة من النساء المكافحات:

“أعرف ما تشعر به كل أم تجاه القلق والتوتر الذي يعاني منه الطفل أثناء الحمل؛ ولذلك سأعرض لكم تفاصيل التجربة كاملة من خلال السطور القليلة القادمة من هذا الموضوع، أنا امرأة في الثلاثينيات من عمرها، تزوجت في بداية العشرينيات من عمري أمضيت عشر سنوات أبحث عن الأطفال، لقد كانت أصعب فترة في حياتي، خاصة في الأيام الأولى لزواجي، كانت هناك أسئلة كثيرة حول ما إذا كانت هناك أعراض للحمل كل شهر، أنا وزوجي كنا في هذا الوضع، كرهت الخروج ولم أحبهم. احتفل مع الأقارب والأصدقاء لأنهم يتحدثون كثيرًا ويبدون مثيرين للشفقة، ومرت السنوات في عيونهم على هذه الحال، حتى عاد الناس من حولي وزوجي إلى هذا الوضع وفقدوا الأمل.

في نظر الجميع، لا أستطيع أن أنجب أطفالاً، سأقضي بقية حياتي في هذا الوضع، لكن رغم اللحظات اليائسة، لا يزال هناك الكثير من الأمل في أعماق قلبي، ولكن في أعماق قلبي، أقول دائمًا أن هناك بعض الأشياء الجميلة التي سأفعلها، تعيش وتصبح في نهاية المطاف أماً، لكن أؤمن تمامًا أنني إذا تمسكت بشيء ما، فإن الله لن يخذلني، لأن الأمل الذي أعطاني إياه مستحيل أن أفقده، ومن ناحية أخرى، أعلم أن العمل الجاد هو وسيلة للتحقيق، فقررت أنا وزوجي الذهاب إلى الطبيب مرة أخرى للبحث عن المخدرات أو الإيدز.

أنا متأكدة من أن الأمر سيكون مختلفًا هذه المرة، وستحدث معجزة، بعد خمسة أشهر من العلاج مع زوجي، تأخرت الدورة الشهرية لأكثر من أسبوع، ثم علمت بحملي وزال عني القلق وانعم الله علي بالراحة والطمأنينة من جديد”.

التجربة السادسة: أعراض مرض الغدة الدرقية والحمل

بعد أن علمت بأخبار الحمل، اختلطت مشاعري كما لم يحدث من قبل، لا أستطيع حتى أن أخبر زوجي، لا أعرف هذه المشاعر من فرح أو توتر أو خوف أو مفاجأة، لكن في نهاية اليوم أخبرته أنني رأيت في عينيه نفس المشاعر التي شعرت بها في حياتي بين المفاجأة والفرح والخوف والتوتر، قررت أنا وزوجي أن ننسى كل ما مررنا به تمامًا ونعيش حياتنا بتفاصيل جديدة لنعوض الحب المفقود و تنتظرنا نحن وأولادنا، في الأشهر الأولى من الحمل بدأت أنتبه إلى أعراض غريبة غير أعراض الحمل المعروفة.

ليس فقط الشعور بالغثيان أو الدوار، ولكن أيضًا حالة من النعاس والتعب الذي لا نهاية له لكنها خمول وعدم تركيز و امساك شديد، كل هذه الأمور جعلتني غاضبة ومتألمة، دائما كل من حولي يخبرني أن هذا أمر طبيعي ولا داعي للقلق أو الخوف، فكل النساء خلال فترة الحمل يعانون من تقلب المزاج والتعب، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الناجمة عن التغيرات الهرمونية التي عادة ما تحدث للأم خلال هذه الفترة.

في البداية اقتنعت بهذه الادعاءات، لأنها حقيقية بالفعل، وقد مرت بها كل امرأة حامل، حاولت أن أتقبل أن الأمر طبيعي ولا داعي للقلق، لكن بعد فترة، ظل التعب يتزايد بشكل يتجاوز ما أستطيع تحمله، فقررت رؤية الطبيب، لكن في حالتي، بالإضافة إلى ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي، كنت أشعر بالتعب والضعف والإرهاق بشكل مستمر، ذهبت أنا وزوجي بالفعل إلى الطبيب وقام بتشخيص إصابتي بخمول الغدة الدرقية، وبالفعل خضعت للعلاج.

الآن يمكننا القول أن إصابة النساء بمشاكل في الغدة الدرقية إذا كان خمولها أو نشاطها فإن من المؤكد أن يؤثر على نجاح حدوث حمل حتى إذا كان هذا الحمل للمرة الثانية، لذلك علاج هذا المرض من الأشياء الهامة حتى إذا لم تكن ترغب في الإنجاب، لكن اعراضة المتعددة و المزعجة لجميع المصابين به يجعل علاجة المبكر هام للحد من تلك الأعراض، وحتى لا يحدث خلل في النشاط اليومي للمصاب إذا كان من النساء أو الرجال ايضًا.